برنامج الأغذية العالمي: نقص التمويل يقلص مساعدات اللاجئين في الأردن

N/A

أفاد برنامج الأغذية العالمي، عبر مكتبه في العاصمة الأردنية عمّان، بأنّ نقص التمويل دفعه إلى تقليص المساعدات الغذائية للاجئين المستفيدين منها في الأردن.

وأوضح برنامج الأغذية العالمي في بيان أصدره اليوم الجمعة أنّ أزمة التمويل غير المسبوقة سوف تجعله يقلّص مساعداته الغذائية الشهرية المخصصة لـ465 ألف لاجئ مستفيد في الأردن، ابتداءً من شهر أغسطس/آب المقبل. أضاف أنّ الأولوية سوف تُمنَح تدريجياً للأسر الأشدّ حاجة لتلقي المساعدة، في حين سوف يُستثنى نحو 50 ألف فرد من المساعدة الشهرية، وذلك من أجل توجيه الموارد المحدودة لتلبية احتياجات اللاجئين الأكثر حاجة.

وتابع البرنامج التابع للأمم المتحدة أنّ ذلك أتى مع استنفاده كلّ الخيارات، بما في ذلك تخفيض قيمة المساعدات النقدية في بداية شهر يوليو/تموز الجاري بمقدار الثلث لجميع اللاجئين المستفيدين في خارج المخيمات.

يُذكر أنّ المستفيدين من المساعدات التي يقدّمها برنامج الأغذية العالمي هم بمعظمهم من اللاجئين السوريين في الأردن، إلى جانب أردنيين وفلسطينيين يعيشون في ظروف هشّة في خارج مخيّمات اللجوء.

وقال المدير القطري والممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي في الأردن ألبرتو كوريا مينديز: "يشعر برنامج الأغذية العالمي بقلق بالغ من أن يزيد تقليص المساعدات من معاناة الأسر اللاجئة ويجعلها أكثر عرضة لخطر انعدام الأمن الغذائي، لا سيّما الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة".

وأضاف كوريا مينديز أنّه على الرغم من تقليص المساعدات، فإنّ البرنامج ما زال يواجه نقصاً حاداً في التمويل قدره 41 مليون دولار أميركي حتى نهاية عام 2023 الجاري. وتابع أنّه من دون الحصول على التمويل اللازم، سوف يضطر البرنامج إلى تخفيض مساعداته أكثر.

ويواصل برنامج الأغذية العالمي العمل بشكل وثيق مع الحكومة الأردنية والدول المانحة ووكالات الأمم المتحدة المختلفة من أجل جمع التمويل اللازم، وذلك من خلال مبادرات عديدة محلية وإقليمية ودولية. وهو يحتاج إلى تمويل طارئ لمواصلة تقديم المساعدة للأسر الأشدّ حاجة.

ويأتي بيان برنامج الأغذية العالمي بعدما كان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي قد أفاد، في مجموعة تغريدات له على موقع تويتر، أمس الخميس، بأنّه مع بداية شهر أغسطس المقبل، سوف يقطع برنامج الأغذية العالمي الدعم الحيوي عن اللاجئين السوريين في الأردن، وقد دعاه إلى مراجعة القرار لما له من تداعيات على مستويات عدّة.

وقد حذّر الصفدي من أنّ قطع المساعدات عن اللاجئين السوريين في الأردن سوف يؤدّي إلى تفاقم معاناتهم، وأنّ هذا الأمر يتحمّله الآخرون، فالأردن غير قادر على سدّ الفجوة.

وأشار الصفدي إلى أنّ ثمّة وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة ومانحين يأتون بالأمر نفسه، مبيّناً أنّ الأردن يسعى إلى التشاور مع البلدان المضيفة الإقليمية لعقد اجتماع لتطوير استجابة مشتركة لانخفاض الدعم للاجئين السوريين من برنامج الأغذية العالمي والمانحين الآخرين.

وطالب الأمم المتحدة بتهيئة ظروف العودة الطوعية للاجئين السوريين، مشدّداً على وجوب أن يحافظ المجتمع الدولي على تقديم الدعم الكافي حتى ذلك الوقت.

تجدر الإشارة إلى أنّ الأردن الذي يُعَدّ ثاني أكبر دولة في العالم بعدد اللاجئين، يستقبل نحو 1.3 مليون سوري، بحسب بيانات الحكومة الأردنية، من بينهم 660 ألفاً و260 لاجئاً مسجّلين لدى الأمم المتحدة منذ بداية الأزمة في عام 2011 من أصل أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري في مختلف الدول.